٢. يقول في تفسير قوله سبحانه : ( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ). (١)
كان إبراهيم يجادل رسل الله تبارك وتعالى في إهلاك قوم لوط حيث استدعى إمهالهم لعلّهم يرجعون لكن إبراهيم خوطب بترك الجدال وقال : ( يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هـٰذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ). (٢)
أمر سبحانه إبراهيم بالإعراض عن الشفاعة ، وذلك لأنّ الشفاعة فرع وجود الاستعداد في المشفوع له لابعد شهود زوال الاستعداد للكمال ، وصيرورة أخلاقهم الفاسدة ملكات راسخة غير زائلة. (٣)
٣. يقول في تفسير قوله سبحانه : ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ). (٤)
قال في وجه رجوع العالي إلى السافل ، والسافل إلى العالي : إنّ المورد كبعض الزلازل العظيمة التي تنشق الأرض بسببها ، فإذا انهدمَت تقع العوالي وتصل إلى المنشقات وتصير السفلى ، والأسفل يقع في البعد ويصير أعلا. (٥)
٤. يقول في تفسير قوله سبحانه : ( لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ ). (٦)
ومن تلك الآيات الكذب البيّن حيث أتوا بالقميص صحيحاً وفي الوقت نفسه قالوا افترسه الذئب مع أنّهما متناقضان.
______________________
١. هود : ٧٤ ـ ٧٥. |
٢. هود : ٧٦. |
٣. القرآن والعقل : ٢ / ٣٢٩. |
٤. هود : ٨٢. |
٥. القرآن والعقل : ٢ / ٣٣٣. |
٦. يوسف : ٧. |