شاهدوه من القرائن والأحوال عند نزوله ، ولما اختصوا به من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح. (١)
فما ألطف كلامه في المقطعين الأوّلين دون المقطع الثالث فقد بخس فيه حقوق أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، فإنّ السنّة النبوية ليست منحصرة بما رواها الصحابة والتابعون ، فإنّ أئمّة أهل البيت عليهمالسلام عيبة علم النبي ووعاة سننه ، فقد رووا عن آبائهم عن علي أمير المؤمنين عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم روايات في تفسير القرآن الكريم ، كيف وهم أحد الثقلين اللّذين تركهما رسول الله وقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ».
ولعمر الله انّ الإعراض عن أحاديث أئمّة أهل البيت عليهمالسلام لخسارة فادحة على الإسلام والمسلمين.
ثمّ إنّ الرجوع إلى أقوال الصحابة لا ينجع ما لم ترفع أقوالهم إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فمجرد انّهم شاهدوا الوحي والتنزيل لا يثبت حجّية أقوالهم ما لم يسند إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والقول بحجّية قول الصحابي بمجرّد نقله وإن لم يسند قوله إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قول فارغ عن الدليل ، فإنّه سبحانه لم يبعث إلّا نبيّاً واحداً لا أنبياء حسب عدد الصحابة إلّا أن يرجع قولهم إلى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إذا عرفت كلام هذين العلمين فلنذكر شروط التفسير حسب ما نراها.
لا محيص للمفسر من تبنِّي علوم يتوقف عليها فهم الآية وتبيينها ، وهذه الشروط تأتي تحت عناوين خاصة ، مع تفاصيلها :
______________________
١. الإتقان في علوم القرآن : ٢ / ١١٩٧.