المنهج الثاني ١ |
|
تفسير القرآن بالقرآن
إنّ هذا المنهج من أسمى المناهج الصحيحة الكافلة لتبيين المقصود من الآية ، كيف وقد قال سبحانه :
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ). (١)
فإذا كان القرآن موضحاً لكل شيء ، فهو موضح لنفسه أيضاً ، كيف والقرآن كلّه « هدى » و « بيّنة » و « فرقان » و « نور » كما في قوله سبحانه :
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ). (٢)
وقال سبحانه :
( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ). (٣)
وعن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ القرآن يصدّق بعضه بعضاً ».
وقال علي عليهالسلام في كلام له يصف فيه القرآن : « كتاب الله تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به ، وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض ، ولا يختلف في الله ولا يخالف بمصاحبه عن الله » (٤).
وهذا نظير تفسير المطر الوارد في قوله سبحانه : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ
______________________
١. النحل : ٨٩. |
٢. البقرة : ١٨٥. |
٣. النساء : ١٧٤. |
٤. نهج البلاغة : الخطبة ١٢٩.