سنة ٤٨٨ ه. أما ابن مصال اللكي فقيل إنّه استطاع الإفلات أثناء الحصار وفرّ إلى بلاد المغرب عن طريق البحر.
ولكن النصوص التاريخية الإسماعيلية النزارية التي عثر عليها مؤخرا في إيران وسورية ، لا تؤيد هذه المزاعم بل تؤكد بأن الإمام نزارا قد أجبره أتباعه ومريدوه أثناء الحصار على أن يغادر الإسكندرية سرّا يرافقه ابن مصال اللكي وخمسة من الفدائيين الذين كانوا قد وصلوا الإسكندرية موفدين من قبل الحسن بن الصباح. وإليك ما أشار إليه الشيخ الإسماعيلي المغربي محمد بن أبي المكارم : «عند ما اشتد الحصار على الإسكندرية من قبل الجاحد المارق الزنديق الأرمني الأفضل غادرها مولانا الإمام نزار عليهالسلام مع أهل بيته متخفيا بزي التجار نحو سجلماسة حيث مكث عند عمته هناك بضعة أشهر حتى عادت إليه الرسل التي أوفدها لإبلاغ الحسن بن الصباح عن محل إقامته ، فسار إلى جبال الطالقان مع أهل بيته ومن بقي معه من دعاته وخدمه حيث استقر بقلعة ألموت بين رجال دعوته المخلصين» (١).
ونحن إزاء هذه الروايات المتضاربة نقف موقف الباحث المنصف المتجرد عن كل نزعة لنقول والشك يداعب مخيلتنا : لو صحت هذه الرواية وغيرها من الروايات التي عثرنا عليها في بعض المخطوطات السورية لكانت دليلا قاطعا على أن ما قيل حول القضاء على نزار في القاهرة محض اختلاق قصد به الطعن في صحة نسب الأئمة النزارية الذين ظهروا في ألموت. لأنه في حالة ثبوت الرواية التي تزعم بأن نزارا قد قتل في القاهرة مع أبنائه يكون قد تم استئصال سلالته ممّا يجعل الباب مفتوحا أمام أتباع الفرقة المناوئة ليزعموا بأن أئمة «ألموت»
__________________
(١) محمد بن أبي المكارم : كتاب الأخبار والآثار ، الورقة ١٦٣ ، وتاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب ص ٢٥٥