هم من نسل الحسن بن الصباح أو كيابذرك آميد إلى آخر ما هنالك من مزاعم. وباعتقادي أن كل هذه المزاعم والإشاعات دبرت بإحكام من قبل الأفضل وأتباعه بقصد إبعاد الإسماعيلية الذين تهافتوا على نزار عند ما استقر به المقام في «ألموت».
ومهما يكن الأمر فقد استطاع الأفضل أن يستأصل شأفة النزارية في مصر ويثبت دعائم الخلافة المستعلية.
ولما كان المستعلي كما ذكرنا لا يزال طفلا فقد ترك شئون السياسة والحكم إلى خاله الأفضل ، وعكف بدوره على المجون واللهو والتمتع بالأمور الدنيوية.
وفي عهده بدأت الحروب الصليبية ، وراح الصليبيون يشنون الغارات المتواصلة على سواحل بلاد الشام ، وواصلوا تقدمهم حتى دخلوا بيت المقدس. ولمّا علم الأفضل بذلك ، خرج إليهم في عشرين ألف فارس من عساكر مصر ، واشتبك الفريقان في معركة ضارية قتل فيها كثير من جنود مصر ، فاضطر الأفضل إلى الاتجاه نحو عسقلان ، ثم عاد إلى القاهرة عند ما شعر بأن العصيان والتمرد أخذا يسيطران على الأغلبية من كتائبه. وبعد أن تمكن من تطهير الصفوف وجمع الكلمة أعد جيشا كبيرا سنة ٤٩٣ ه. أسند قيادته لسعد الدولة النواسي ، فالتحم مع الصليبيين في عسقلان ، في معركة دامية أسفرت عن مقتل سعد الدولة وتراجع جيشه إلى القاهرة ، ممّا أتاح للصليبيين أن يواصلوا زحفهم وفتوحاتهم حتى تم لهم الاستيلاء على بعض المدن الساحلية في بلاد الشام وبيت المقدس ، فأسسوا فيها الإمارات والممالك.
وبعد وفاة المستعلي جلس على أريكة الخلافة ولده الآمر بأحكام الله في اليوم التاسع من صفر سنة ٤٩٥ ه. وكان له من العمر خمس سنوات ، فجعل الأفضل من نفسه كفيلا له ، وقبض على زمام الأمور في البلاد ، ولكن الأفضل ما عتم أن دارت عليه الدائرة فقتل بينما كان متوجها إلى القصر في