الفلسفية أن المؤلف ذكر فيه لأول مرة في تاريخ الفكر الإسماعيلي رسائل إخوان الصفاء ، والرسالة الجامعة ، واعتمد في مناقشاته على آراء الشخص الفاضل صاحب الرسائل والجامعة ونظرياته ، لذلك نلاحظ بأن دعاة الطيبية في اليمن قد نهجوا فيما بعد نهج الحامدي في دراسة الرسائل والجامعة واعتبروها بمثابة الكتاب الثاني بعد القرآن.
وقبل أن نتعرض للحديث عن تحقيقنا لهذا الكتاب لا بدّ لنا من إبراز صورة واضحة عن الإسماعيلية الطيبية في اليمن إذ ان المؤلف من دعاة هذه الفرقة المطلقين ، والكتاب من الكتب السرية الخطيرة لدى تلك الفرقة ، ليكوّن القارئ فكرة صحيحة عن هذه الفرقة التي لعبت دورا هاما في تاريخ اليمن الديني والسياسي. ولعلماء الدعوة اليمنية الفضل الأكبر في نقل شتات التراث الفكري الإسماعيلي وتدوينه في كتب ومؤلفات ، وحفظ ما تركه الدعاة والفلاسفة والمؤلفون في عهد الخلفاء الفاطميين وفي دور الستر الأول.
الانقسام الإسماعيلي
اختلفت آراء المؤرخين وتضاربت أقوالهم حول التصدع والانقسام الذي حصل بين صفوف الإسماعيلية الفاطمية بعد وفاة الخليفة الفاطمي الإمام المستنصر بالله في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة سنة ٤٨٧ ه ، بعد أن أقام في الخلافة ستين عاما توصل خلالها إلى ما لم يتوصل إليه أحد قبله من الأئمة الذين تولوا شئون مصر في العهد الفاطمي ، كما بلغت الدعوة الذروة ، وانتشرت في أغلب البلاد العربية على أيدي دعاة علماء وفلاسفة كبار. ويرجع سبب هذا الانقسام إلى أن الإمام المستنصر بالله كان قد نص على أن يتولى الإمامة والخلافة بعده ابنه الأكبر نزار الذي ولّاه عهده سنة ٤٨٠ ه. ولما داهم