ولما توفّي الإمام المستنصر سنة ٤٧٨ ه وانقسمت الإسماعيلية على نفسها إلى نزارية ومستعلية ، أيدت السيدة الحرّة أبا القاسم أحمد المستعلي فساعد هذا التأييد الخليفة المستعلي ووقف حائلا دون تسرب الدعوة النزارية إلى بلاد اليمن مدة من الوقت.
وظلت السيدة الحرة تعمل جاهدة في سبيل نشر الدعوة المستعلية في اليمن وتقويتها حتى توفّي الإمام الآمر بأحكام الله وتولى الخلافة والإمامة الحافظ عبد المجيد على نحو ما ذكرناه سابقا ، فرفضت الاعتراف بالحافظ لأنّه ليس له حق في الإمامة ، وساقت الإمامة في الإمام المستور الطيب الابن المزعوم للإمام الآمر بأحكام الله. وفي سنة ٥٣٢ ه توفّيت السيدة الحرّة وكان موتها سببا في أفول نجم الدعوة الإسماعيلية في اليمن وضياع النفوذ الفاطمي. ومنذ ذلك الوقت لم يقم أتباع الدعوة الطيبية بأي نشاط سياسي بل ركنوا إلى التجارة وعاشوا في نطاق خاص بهم ، واتخذوا التقية نظاما لهم وأوجدوا داعية لهم ينوب عن الإمام المستور في تصريف أمورهم الدينية. وقد هيأت التجارة التقليدية بين اليمن والهند ، ولا سيما في ولاية جوجرات جنوب بمبئي لجماعة من الهنود أن يعتنقوا الدعوة الطيبية وكثر عددهم هناك ، وعرفت بينهم باسم (البهرة). وفي القرن العاشر الهجري انقسمت الدعوة الطيبية إلى فرقتين : فرقة البهرة الداودية ، وفرقة البهرة السليمانية. ويرجع هذا الانقسام إلى الخلاف على من يتولى مرتبة الداعي المطلق للطائفة.
فالفرقة الداودية تنتسب إلى الداعي داود برهان الدين الداعي السابع والعشرين من سلسلة دعاة الفرقة المستعلية الطيبية المتوفّى سنة ١٠٢١ ه. والفرقة السليمانية تنتسب إلى الداعي سليمان بن حسن الذي رفض أتباعه الاعتراف بداود واعترفوا بسليمان سنة ٩٩٧ ه داعية لهم. ومنذ ذلك التاريخ أصبح مقر الفرقة الداودية في الهند وداعيتهم الآن محمد برهان