للمنتجعين ، ووزرا للخائفين ، وسعادة للعارفين ، لتنال الدنيا بسعادته أو فى حظوظها وقسمها ، وتصبح الأيام مفترة عن ناجذ مبسمها. ولمكانك من حضرة أمير المؤمنين المكين ، ومحلك عنده الذي ارتفع عن المماثل والقرين ، أشعرك هذه البشرى الجليل قدرها ، العظيم فخرها ، المنتشر صيتها وذكرها ، لتأخذي من المسرة بها بأوفى نصيب ، وتذيعيها فيمن قبلك من الأولياء المؤمنين إذاعة يتساوى بالمعرفة بها كل بعيد منهم وقريب ، لينتظم بها عقد السرور ، ويتضوع عرفها تضوع المندل الرطب في البادين والحضور. فاعلمي هذا واعملي به إن شاء الله. والسلام عليك ورحمة الله. وكتب في اليوم المذكور. والحمد لله وحده وصلى الله على جدنا محمد رسوله وآله الطاهرين وسلم تسليما. حسبنا الله ونعم الوكيل وصلى على رسوله سيدنا محمد وعلى آله الأئمة الطاهرين وسلم وشرف وكرّم إلى يوم الدين» (١).
وتشير المصادر الطيبية إلى أن الخليفة الآمر أوفد إلى الملكة الحرّة الشريف محمد بن حيدرة ، بسجلات تتضمن السلام عليها ، مع منديل كم سمل ، وأمر الشريف ابن حيدرة بتسليمه إليها. ويزعمون بأن الشريف عند ما سلم السجلات والمنديل إلى السيدة الحرّة ، فاضت عيناها بالدموع إذ علمت بأنّه نعى إليها نفسه (٢).
ويحدثنا المؤرخ الإسماعيلي الطيبي إدريس عماد الدين في كتابه عيون الأخبار فيقول : «الآمر قتل بيد جماعة من النزارية ، فأظهر الوزير أبو علي أحمد بن الأفضل مذهب أهل السنة ، بعد أن أقام الدعوة للخليفة المزعوم أبي القاسم المنتظر القائم في آخر الزمان المهدي حجّة الله على العالمين. واستولى
__________________
(١) تاريخ اليمن لعمارة : ١٢٨ والصليحيون والحركة الفاطمية باليمن للهمداني ص ١١٨.
(٢) الصليحيون : ١٨٣