فريضة أدمنهما لم يعذّبه الله حين يموت أبداً ، ولا يرى في نفسه ولا في أهله سوءاً أبداً ، ولا خصاصة في بدنه.
وحيث إنّ موضوعات هذه السورة تتناسب مع الجزاء المرتقب من الله تعالى ، لذلك فإنّ الروايات أعلاه توضّح لنا الهدف من التلاوة من أجل العمل بمحتوياتها.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٤)
سبب النّزول
في تفسير علي بن إبراهيم : حدّثنا علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولّاد عن حمران عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ امرأة من المسلمات أتت النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : يا رسول الله! إنّ فلاناً زوجي وقد نثرت له بطني وأعنته على دنياه وآخرته ، لم ير منّي مكروهاً أشكوه إليك. فقال : فيم تشكينه؟ قالت : إنّه قال : أنت عليّ حرام كظهر امّي ، وقد أخرجني من منزلي فانظر في أمري. فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أنزل الله تبارك وتعالى عليّ كتاباً أقضي فيه بينك وبين زوجك ، وأنا أكره أن أكون من المتكلّفين ، فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى الله عزوجل وإلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وانصرفت.
قال : فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول الله في زوجها وما شكت إليه وأنزل الله في ذلك قرآناً : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللهُ) إلى قوله (وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).