٤٣ ـ بصيرة فى نفش
نفش القطن وغيره : إذا شعّثته بأصابعك حتى ينتشر ، قال الله تعالى : (كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)(١) وقال رؤبة :
كالبوه تحت الظّلّة المرشوش |
|
فى هبريات الكرسف المنفوش (٢) |
وقال آخر (٣) يصف غبارا :
* تنفش منه الخيل ما لا تعزله *
ونفشت الغنم فى الزّرع : إذا رعته ليلا بلا راع ، عن ابن دريد ، قال : ولا يقال ذلك إلّا للغنم ، قال تعالى : (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ)(٤) ، قال ابن دريد : وأمّا الإبل فيقال فيها : عشت تعشو عشوا ، وهو أصل قولهم فى المثل : «العاشية تهيج الآبية» (٥) ، ولا يقال للإبل نفشت. والصّحيح أنّه يقال ذلك للإبل والغنم ، ومنه حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أنّه قال : «الحبّة فى الجنّة مثل كرش البعير يبيت نافشا» (٦) فجعل النّفوش للبعير. وهى إبل نفش بالتحريك ، ونفّاش ونوافش (٧) ،
__________________
(١) الآية ٥ سورة القارعة.
(٢) ديوان رؤبة ، واللسان (هبر ، بوه) البوه : الكبير من البوم. الهبرية : ما طار من الزغب الرقيق من القطن.
(٣) هو العجاج كما فى الأساس وقبله فى الأساس مشطور آخر : ثار عجاج مسبطر قسطله وانظر الديوان :
(٤) الآية ٧٨ سورة الأنبياء.
(٥) الفاخر رقم ٢٧٣ ـ الميدانى ١ / ٣٠٧ يضرب فى نشاط الرجل للأمر إذا رأى غيره يفعله وإن لم ينشط له من قبل ذلك. وفى ا ، ب الغاشية هج الأبنة وهو تصحيف والتصويب من المراجع السابقة.
(٦) الفائق : ٣ / ١١٨ عن ابن عمر. ونافشا أى راعيا بالليل من قوله تعالى : (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ).
(٧) وفى اللسان : ونفش. أيضا. أى بضم النون وفتح الفاء مشددة.