أدري ما رابه فيه ، لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة (١) .
أمّا فيما نحن فيه فقد عنى الشّيخُ الطوسيُّ الشيخَ الصدوقَ كذلك ، لأنّه قال في النهاية : وأمّا ما روي في شواذّ الأخبار من قول « أشهد أنّ عليّاً وليّ الله ، وآل محمّد خير البرية » . . . ، وقال في المبسوط : فأمّا قول : أشهد أنّ عليّاً أمير المؤمنين ، وآل محمّد خير البرية على ما ورد في شواذّ الأخبار . . .
وكلامه رحمهالله ناظر إلى كلام الشيخ الصدوق ـ فيما احتمل قويّاً ـ ، لأنّ العبارات الثلاث التي أتى بها الشيخ هي نفس عبارات الصدوق .
١ ـ محمّد وآل محمّد خير البرية .
٢ ـ أشهد أن علياً ولي الله .
٣ ـ أشهد أن علياً أمير المؤمنين حقّاً .
فهذه الجمل الثلاث التي وردت في « النّهاية » و « المبسوط » هي نفس ما حكاه الصدوق في « الفقيه » ، لكن بفارق جوهريّ هو أنّ الشيخ الصدوق ادّعى وضعها من قبل المفوّضة ، والشيخ الطوسي رحمهالله كان يراها روايات شاذّة غير معمول بها لظروف التقية ، وكان كلاهما متّفقين على عدم لزوم الاخذ بها ، لكنّ الشيخ الطوسي أفتى بجواز فعلها لا على نحو الجزئية لقوله : « ولو فعله الإنسان لم يأثم به » .
فلو كان الشيخ الطوسي لا يعني الصدوق لأتى بالجملة التي كانت تقال في الموصل على عهد أُستاذه السيّد المرتضى : « محمّد وعلي خير البشر » مع الجمل الثلاث الأخرى ، دون اختصاصه بالجمل الثلاث التي اتى بها الصدوق :
إنّ الشيخ الطوسيّ بعد أن عدّ الأقوال في صيغ الأذان والإقامة وأنّها : خمسة وثلاثون فصلاً ، وروي سبعة وثلاثون فصلاً في بعض الروايات ، وفي بعضها ثمانية
__________________
(١) فهرست مصنفات اصحابنا المعروف برجال النجاشي : ٣٤٨ / الترجمة ٩٣٩ .