وعلى كل التقادير
والاحتمالات في معنى الشاذ عند الشيخ الطوسي يكون العامل بالشهادة الثالثة غير مأثوم .
ولكي نفهم كلام الشيخ
أكثر لا بدّ من توضيح بعض الأمور :
الأمر الأول : تفسير معنى الشاذ عنده وعند غيره من علماء الدراية والفقه ، فنقول : اختلفت تعابير علمائنا وعلماء العامة في معنى الشاذّ مع اتّفاقهم على
معناه اللّغويّ وهو الانفراد عن الجماعة .
فقال البعض : هو ما
رواه الثقة ، مخالفاً للمشهور ، أو للأكثر
، أو لجماعة الثقات ، والمعنى في جميعها متقارب .
وقال الآخر : هو ما
يتفرّد به ثقة من الثقات ، وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة .
وقال الشافعي : ليس
الشاذّ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يرويه غيره ، هذا ليس بشاذ ، إنّما الشاذ أن يروي الثقة حديثاً يخالف فيه الناس
.
إذن الشاذّ في الأغلب
عندنا وعند العامّة هو ما يقابل المشهور والمحفوظ ، وقد يطلق الشاذّ عندنا خاصّة على ما لم يعمل بمضمونه العلماء وإن صح إسناده ولم يعارضه غيره . وحكى عن الإمام البروجردي قوله : كلما ازداد [ الشاذ ] صحةً ازداداً ضعفأ وذلك لترك الطائفة العمل به .
__________________