وقد اعترف بعض العامة
بذلك ؛ فقال ابن كثير : . . . فلو كان مناماً لم يكن فيه كبير شيء ولم يكن مستعظَماً ، ولَمَا بادرت قريش إلى تكذيبه ، ولما ارتدّت جماعة
ممّن كان قد أسلم .
وأجاب ابن عطية عن
دعوى عائشة ومعاوية ، بقوله : . . واعتُرِضَ قولُ عائشة بأنّها كانت صغيرة لم تشاهد ، ولا حدّثت عن النبي ، وأمّا معاوية فكان كافراً في ذلك الوقت ، غير مشاهد للحال ، صغيراً ، ولم يحدّث عن النبي
.
بلى ، إنّهم بتشكيكهم
هذا أرادوا أن يقولوا بأنّ الأذانَ لم يُشرّع في السماء بل شُرّع في المنام ، وأنَّ بعض الصحابة قد شُرّف بهذا المنام الوحياني الذي لم
يُحْظَ به رسول الله ، إذ سمع النداءَ السماويَّ : عبد الله بن زيد ، أو عمرُ ، أو معاذُ ، ولم
يسمعه رسول الله ، فأمر صلىاللهعليهوآله بلالاً أن يأخذ الأذان من عبد الله بن
زيد ! !
وجاءت روايات أُخرى
تقول : إنّ رسول الله استشار بعض الصحابة في هذا الحكم الإلهيّ ، فأشاروا عليه بأشياء استقبح الرسول بعضها ، ورضي بالآخر منها .
وفي آخر : إنّ عمر
أضاف الشهادة بالنبوّة في الأذان ، إلى غيرها من التمحّلات الكثيرة التي أُسْقِطَتْ على الأذان وحرّفته عن وجهته الحقيقية .
في حين قد وقفت
سابقاً على كلام الإمامين الحسن والحسين وكلام محمّد بن
__________________