فقال
عليهالسلام : يا معشر أهل العراق ، يا معشر أهل
الكوفة ، أحبّونا حب الإسلام ولا ترفعونا فوق حقّنا .
وفي آخر عنه عليهالسلام : إنّ قوماً من شيعتنا سيحبّونا حتّى يقولوا فينا ما قالت
اليهود في عزير ، وما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، فلا هم منّا ولا نحن منهم
.
وقد تحقّق بالفعل ما
تنبّأ به الإمام ، ففشت ظاهرة الغلوّ والكذب على الأئمّة بعد واقعة كربلاء ، فعن الإمام الرضا أنّه قال : كان بيان بن سمعان يكذب على علي بن الحسين ، والمغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر [ الباقر ] ، ومحمّد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى ، وأبو الخطّاب يكذب على أبي عبد الله [ الصادق ] ، فأذاقهم الله حرَّ الحديد ، والذي يكذبُ عَلَيّ محمَّدُ بن فرات
.
وروى الكشي بسنده عن
محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن أنّ بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر ، فقال له : يا أبا محمّد ما أشدَّكَ في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا ، فما الّذي يحملك على ردِّ الأحاديث ؟
فقال : حدّثني هشام
بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لا تقبلوا علينا حديثاً إلّا ما وافق القرآن والسنة ، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدِّمة
، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي ، فاتّقوا
الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلىاللهعليهوآله ، فإنّا إذا حدّثنا ، قلنا : قال الله عزّ وجلّ ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله .
وقال يونس : وافيتُ
العراقَ فوجدتُ بها قطعةً من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام ،
__________________