فشغلته حتى غربت الشّمس ففاتته العصر.
[٣٢] ـ (فَقالَ إِنِّي) وفتح «الياء» «الحرميّان» و «أبو عمرو» (١) (أَحْبَبْتُ) أردت (حُبَّ الْخَيْرِ) أي الخيل ، سماها خيرا لأنّه معقود بنواصيها كما في الحديث (٢) (عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) عن أمره ايّاى بحبّها وارتباطها ، أو عن الصلاة.
وعدّى ب «عن» لتضمّنه معنى «أنبت» (حَتَّى تَوارَتْ) أي الشّمس بدلالة العشىّ عليها (بِالْحِجابِ) بحجاب الأفق أي غربت أو حتى غابت الخيل عن بصره حين أجريت.
[٣٣] ـ (رُدُّوها) أي الشّمس (عَلَيَ) أيّها الملائكة الموكّلون بها.
طلب منهم ردّها بأمر الله إيّاه بذلك ، فردّت فصلى كما ردّت ل «يوشع» و «عليّ» عليهالسلام ، أو الضمير للخيل (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) فجعل يمسح سوقها وأعناقها بيده مسحا حبّا لها.
وقيل : مسحها : قطعها بالسّيف أي ذبحها وتصدّق بلحمها تقرّبا الى الله بأعزّ ماله (٣).
وقيل : وسم سوقها وأعناقها فجعلها في سبيل الله ، (٤) وعن «ابن كثير» همز «السّوق» (٥).
[٣٤] ـ (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ) اختبرناه وامتحنّاه (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً).
عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : انّ «سليمان» قال لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة ،
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.
(٢) منها : الخير معقود في نواصي الخيل الى يوم القيامة ، وللمزيد ينظر وسائل الشيعة ٨ : ٣٤١ الباب / ٢.
(٣) قاله ابو عبيدة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٥ مع اختلاف يسير ـ.
(٤) قاله ابو عبيدة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٥ وفيه «مسح» بدل وسم ـ.
(٥) تفسير البيضاوي ٤ : ٨٩.