تلد كلّ واحدة فارسا يجاهد في سبيل الله ، ولم يقل «إن شاء الله» ، فطاف عليهنّ فلم تحمل إلّا واحدة منهن بشق رجل ، (١) فوالذي نفسي بيده ، لو قال إن شاء الله لجاهدوا فرسانا (ثُمَّ أَنابَ) رجع منقطعا إلى الله بالاستغفار عن ترك الاستثناء المندوب إليه (٢).
وقيل : ولد له ولد فقصد الشياطين قتله فعلم بذلك فاسترضعه في السّحاب فما شعر إلّا وقد ألقى على كرسيّه ميّتا تنبيها على غفلته عن التوكل على ربّه ثمّ أناب إليه (٣).
وقيل : ابتلى بمرض فضعف حتى صار جسدا ملقى على كرسيه «ثمّ أناب» رجع الى حال الصحة.
وما قيل أنّ ملكه كان في خاتمه وكان يضعه عند بعض نسائه إذا أراد الخلا فتمثّل شيطان بصورته ، فأخذه فجلس على كرسيّه وعكف عليه الجن (٤) وأنكروا «سليمان» لتغيّر هيئته فقذف الشّيطان الخاتم في البحر فابتلعته سمكة ، فوقعت في يد «سليمان» فوجده في بطنها فلبسه فرجع الى ملكه ، (٥) فهذا وما أشبهه من النّقل مخالف لقضية العقل (٦).
[٣٥] ـ (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي) قاله انقطاعا الى ربّه أو استغفر ممّا الأولى خلافه (وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي) لا يكون (لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) أي غيري ممّن بعثت إليهم ليكون معجزة لي. وفتح «نافع» و «أبو عمرو» : «الياء» (٧)
__________________
(١) اي ناقص الخلقة.
(٢) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٥.
(٣) قاله مجاهد ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٦.
(٤) في «ألف» : وعلف على الخلق وفي «ب» : عليه الخلق.
(٥) قاله ابو مسلم ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٦ ـ.
(٦) للمزيد ينظر تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٦.
(٧) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.