الهدى (وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) (٣٧) : أي إلّا في خسار.
قوله : (وَقالَ الَّذِي آمَنَ) : من آل فرعون (يا قَوْمِ) يقوله لقومه (اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (٣٨) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ) : أي يستمتع به ثمّ يذهب ، فيصير الأمر إلى الآخرة. (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) (٣٩) : أي لا تزول ، والدنيا زائلة. (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً) : والسيّئة هاهنا الشرك (فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) : أي النار.
(وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) : أي لا يقبل الله العمل الصالح إلّا من المؤمن (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) (٤٠) : [قال السدّيّ : بغير متابعة ولا منّ عليهم فيما يعطون] (١).
(وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ) : أي إلى الإيمان بالله (وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) (٤١) : أي الكفر الذي يدخل به صاحبه النار. (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) : أي ليس عندي علم بأنّ مع الله شريكا ، ولكنّه وحده لا شريك له. (وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (٤٢) لمن تاب وآمن.
(لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) أن أعبده ، يعني ما تعبدون من دونه (لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ) : أي ليس له دعوة يجيب العابدين به في الدنيا ، ولا دعوة في الآخرة يجيبهم بها ، أي : لا ينفعهم (٢). قال : (وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ) : أي المشركين (هُمْ أَصْحابُ النَّارِ) (٤٣). وقال مجاهد : هم السافكون الدماء بغير حلّها.
قال : (فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ) : أي إذا صرنا إلى الله (٣). (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ) : أي وأتوكّل عليه. (إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (٤٤) : أي بأعمال العباد ومصيرهم.
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٠٤.
(٢) كذا جاءت هذه الجملة مضطربة في ع ، وإن كان المعنى العامّ واضحا. وقد جاءت في ز مختصرة واضحة هكذا : «أي : لا يجيب من دعاه في الدنيا ولا ينفعه في الآخرة». وروى ابن كثير في تفسيره ج ٦ ص ١٤١ قول السدّيّ هكذا : «لا يجيب داعيه لا في الدنيا ولا في الآخرة» وهذا كقوله تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ ، إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ) [الأحقاف : ٥].
(٣) كذا في ع : «إذا صرنا إلى الله» ، وفي ز : «إذا صرتم إلى النار».