بَيْنَهُما بَرْزَخاً) : أي حاجزا لا يغلب المالح على العذب ، ولا العذب على المالح ، في تفسير مجاهد. قوله : (وَحِجْراً مَحْجُوراً) (٥٣) : أي حراما محرّما أن يغلب أحدهما على الآخر. وقال الحسن : فصلا مفصّلا.
قوله : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً) : أي خلق الله آدم من الطين ، والطين كان من الماء (١) (فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) : قال بعضهم ذكر الله الصهر مع النسب ، وحرّم الله من النسب سبع نسوة ، وحرّم من الصهر سبع نسوة. قال : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ) فلا يتزوّج الرجل أمّه ولا أمّ امرأته ، ولا يجمع بينهما ولا يتزوّجها بعدها ، ولا ابنته ولا ابنة امرأته ، إلّا أن لا يكون دخل بأمّها ، فإنّه يتزوّجها بعدها ، ولا يجمع بينهما. قال : (وَأَخَواتُكُمْ) فلا يتزوّج أخته ولا أخت امرأته ، ولا يجمع بين الأختين. قال : (وَعَمَّاتُكُمْ) فلا يتزوّج عمّته ولا عمّة امرأته ، لا يجمع بين امرأته وعمّتها. قال : (وَخالاتُكُمْ) فلا يتزوّج خالته ولا خالة امرأته ، لا يجمع بين امرأته وخالتها. قال : (وَبَناتُ الْأَخِ) فلا يتزوّج الرجل ابنة أخيه ولا ابنة أخي امرأته ، لا يجمع بين امرأته وابنة أخيها. قال : (وَبَناتُ الْأُخْتِ) [النساء : ٢٣] فلا يتزوّج الرجل ابنة أخته ولا ابنة أخت امرأته ، لا يجمع بين امرأته وبين بنت أختها. فهذه أربع عشرة نسوة حرّمهن الله ، سبع من النسب ، وسبع من الصهر.
قال : (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (٥٤) : أي قادرا على كلّ شيء.
قوله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) : يعني الأوثان (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) (٥٥) : أي عوينا. ظاهر الشيطان على ترك ما أمر به في تفسير الحسن. وقال بعضهم : هو أبو جهل بن هشام أعان الشيطان على النبيّ عليهالسلام.
قوله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٥٦) : مبشّرا بالجنّة ونذيرا من النار ومن عذاب الله في الدنيا إن لم يؤمنوا.
قوله : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) : أي على القرآن (مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) (٥٧) : أي إنّما جئتكم بالقرآن ليتّخذ به من آمن إلى ربّه سبيلا بطاعته. أي : يتقرّب
__________________
(١) هذا وجه من التأويل ، ولأبي عبيدة وجه آخر أقرب إلى الصواب ، قال : «مجازه خلق من النطف البشر ، وفي آية أخرى : (مِنْ ماءٍ دافِقٍ) أي : نطفة».