كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ) وذلك لما عبدوا من الأوثان واتّخذوا مع الله الآلهة قال : (إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ) [يقول : لو كان معه آلهة إذا لذهب كل إله بما خلق] (١) (وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) : أي لطلب بعضهم هلاك ملك بعض ، حتّى يعلو عليه كما يفعل ملوك الدنيا.
(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٩١) : ينزّه نفسه عمّا يكذبون. (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) : قال الحسن : الغيب ههنا ما لم يجئ من غيب الآخرة ، والشهادة ما أعلم العباد. (فَتَعالى) : أي ارتفع الله (عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٩٢) : رفع نفسه عمّا قالوا.
قوله : (قُلْ) يا محمّد (رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ) (٩٣) : أي من العذاب (رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٩٤) : أي لا تهلكني معهم إن أريتني ما يوعدون.
قال : (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ) : أي من العذاب (لَقادِرُونَ) (٩٥).
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) : [يقول : ادفع بالعفو والصفح القول القبيح والأذى] (٢). وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم. (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) (٩٦) : أي بما يكذبون.
قوله : (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) (٩٧) : وهو الجنون (٣) (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) (٩٨) : أي فأطيع الشياطين فأهلك. أمره الله أن يدعو بهذا.
قوله : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) (٩٩) : قال الحسن : ليس أحد من خلق الله ليس لله بوليّ إلّا وهو يسأل الله الرجعة إلى الدنيا عند الموت بكلام يتكلّم به ، وإن كان أخرس لم يتكلّم في الدنيا بحرف قطّ ، وذلك إذا استبان له أنّه من أهل النار سأل الله الرجعة إلى الدنيا ولا يسمعه من يليه.
قوله : (لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) : أي فيما صنعت.
__________________
(١) زيادة من سع ، ورقة ٤٧ ظ للإيضاح.
(٢) زيادة من سع ورقة ٤٨ و.
(٣) هذا وجه من وجوه تأويل همز الشيطان ، ولم أجد فيما بين يديّ من المصادر من فسّره بالجنون ، كأنّه أراد صاحبه ما يؤدّي إليه همز الشيطان من المسّ والجنون أحيانا. وقال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٦١ : «وهمز الشيطان غمزه الإنسان وقمعه فيه». وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ، ص ٣٠٠ : «وهمزات الشياطين نخسها وطعنها. ومنه قيل للعائب : همزة كأنّه يطعن وينخس إذا عاب».