أي : شرّ من أعمال المؤمنين (هُمْ لَها عامِلُونَ) (٦٣) : أي لتلك الأعمال.
وتفسير مجاهد : (فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) يعني القرآن (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ) (١) أي : خطايا من دون الحقّ.
وقال بعضهم : أعمال لم يعملوها سيعملونها. ذكر سعيد بن المسيّب عن عمر بن الخطّاب أنّه قال : يا رسول الله ، أنعمل لما قد فرغ منه ، أو لما يستأنف (٢)؟ قال : بل لما قد فرغ منه. فقال : ففيم العمل إذا؟ قال : اعملوا ، فكلّ لا ينال إلّا بالعمل (٣). قال هذا حين نجتهد.
ذكر بعض السلف قال : لم توكلوا إلى القدر وإليه تصيرون؟.
قوله : (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ) : يعني أبا جهل وأصحابه الذين قتلوا يوم بدر. نزلت هذه الآية قبل ذلك بمكّة. قال : (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) (٦٤) : قال بعضهم : إذا هم يجزعون (٤).
(لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ) : أي لا تجزعوا اليوم ، وهو يوم بدر (إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ) (٦٥) : أي لا يمنعنكم منّا أحد. قال الحسن : (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) أي إذا هم يصرخون إلى الله بالتوبة فلا تقبل منهم.
__________________
(١) ما بين المعقوفين ساقط من ب وع ، فأثبتّه من سع ورقة ٤٦ ظ.
(٢) كذا في ب وع : «يستأنف» ، وفي سع ورقة ٤٦ ظ : «لما نأتنف». وكلاهما بمعنى : أخذ أوّله وابتدأه. كما في اللسان (أنف).
(٣) لم أجده بهذا اللفظ وبهذا السند. وقد رواه ابن سلّام هكذا : «بحر السقاء عن الزهريّ عن سعيد بن المسيّب أنّ عمر قال ...» والحديث صحيح أوردته كتب السنّة بألفاظ متشابهة. أشهرها : «اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له». أخرجه البخاريّ ومسلم في كتاب القدر ، عن عمران بن حصين قال : قال رجل : يا رسول الله ، أيعرف أهل الجنّة من أهل النار؟ قال : نعم. قال : فلم يعمل العاملون؟ قال : «كلّ يعمل لما خلق له ، أو لما يسّر له». واللفظ للبخاريّ في كتاب القدر ، باب : جفّ القلم على علم الله. وأخرجه الطبرانيّ في الكبير عن أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه قال : «قلت : يا رسول الله ، أنعمل على أمر قد فرغ منه أم على أمر مؤتنف؟ قال : بل على أمر قد فرغ منه. فقلت : ففيم العمل يا رسول الله؟ قال : «كلّ ميسّر لما خلق له».
(٤) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٦٠ : (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) أي : يرفعون أصواتهم كما يجأر الثور».