قوله : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) (٥٧) : أي خائفون وجلون.
(وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) (٥٨) : أي القرآن ، يصدّقون به. (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) (٥٩).
قال : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا) : [ممدودة] (١) (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) : أي خائفة (أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) (٦٠).
تفسير الحسن قال : كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البرّ ويخافون ألّا ينجيهم ذلك من عذاب ربّهم. وقال مجاهد : يعملون ما عملوا من الخير وهم يخافون ألّا يقبل منهم.
ذكر عن ابن عبّاس وعائشة أنّهما كانا يقرآن هذا الحرف (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا) خفيفة بغير مدّ. أي : يعملون ما عملوا ممّا نهوا عنه وقلوبهم وجلة خائفة] (٢) أن يؤخذوا به.
قوله : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) : أي في الأعمال الصالحة. قال الحسن : أي فيما افترض الله عليهم ، وهو واحد. قال : (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٦١) : أي وهم للخيرات مدركون في تفسير الحسن. وقال بعضهم : (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) أي : سابقون بالخيرات (٣).
قوله : (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) : أي لا يكلّف الله نفسا إلّا طاقتها ؛ لا يكلّف الله المريض القيام ، ولا الفقير الزكاة ولا الحجّ.
قوله : (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٦٢) : أي لا يظلم عندنا أحد.
قوله : (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) : أي في غفلة من هذا ، أي : ممّا ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى. (وَلَهُمْ) : يعني المشركين (أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ) : [أي : دون أعمال المؤمنين ،
__________________
ـ الدنيا من الأموال والبنين أنّا جعلناه ثوابا لهم؟. ثمّ قال : (بَلْ لا يَشْعُرُونَ) إنّما هو استدراج منّا لهم».
(١) زيادة من ز ، ورقة ٢٢٧ للإيضاح ، أي : الهمزة ممدودة في قوله : (آتَوْا).
(٢) ما بين المعقوفين كلّه ساقط من ب وع لتكرار كلمة خائفة ، وأثبتّه باختصار من سع ورقة ٤٦ ظ ، ومن ز.
(٣) قال الفرّاء في المعاني ج ٢ ص ٢٣٨ : «وقوله : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) يبادرون بالأعمال ، (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) يقول : إليها سابقون ، وقد يقال : (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) أي : سبقت لهم السعادة». وهذا اللّفظ الأخير هو تفسير ابن عبّاس كما جاء في صحيح البخاريّ ، كتاب القدر ، باب جفّ القلم على علم الله.