الشيخ حمادي نوح هو أبو هبة الله محمد بن سلمان بن نوح الغريبي الكعبي الأهوازي الأصل الحلي المعروف بالشيخ حمادي نوح والصحيح اسمه ( محمد ) كما كان يوقع. ولد سنة ١٢٤٠ وتوفي في صفر ٢٣ منه سنة ١٣٢٥ بالحلة وحمل إلى النجف الأشرف فدفن فيها فيكون عمره خمسة وثمانين سنة.
والكعبي نسبة إلى قبيلة كعب التي تقطن في الأهواز ، أخذ عن السيد مهدي ابن السيد داود الحلي والشيخ حسن الفلوجي ـ الأديب الحلي ـ وخرج إلى الأهواز والجزائر مدة ومنها أصله. وكان يتنسك وأنشأ أوراداً وأذكاراً من الشعر لتعقيبه في الصلاة. وهو شاعر مفلق مكثر طويل النفس وكان أهله بزازين في الحلة وكان هو صاحب حانوت فيها يبيع البزّ ويجتمع اليه الادباء والشعراء يتناشدون أشعارهم وقد أخذ عن المترجم له جماعة، منهم الشيخ محمد الملا ، والحاج حسن القيم وابن أخيه الشيخ سلمان نوح ، والحاج مهدي الفلوجي. وكان كثير الاعجاب بشعره وإذا أنشده أحد شعراً لغيره نادى : كرب. كرب. أي هذا يشبه كرب النخل ، وجلّ ادباء الحلة يرون له فضل السبق والتقدم في صناعة القريض شغوفاً بغريب اللغة وشواردها ، مفضلاً لأساليب الطبقة الاولى على الأساليب الحديثة بعيداً عن استخدام البديع والصناعات اللفظية لذلك ترى الغموض غالباً على شعره ، ولا يعجبه من الشعراء الأقدمين أحد غير المتنبي ويفضله على شعراء العرب ويتأثر به.
لقد دوّن شعره في حياته وسماه ( اختبار العارف ونهل الغارف ) فجاء في مجلد ضخم يربو على ٥٥٠ صفحة على ورق جيد بخط أحسن الخطاطين في الحلة آنذاك ، رتّبه على سبعة فصول : الفصل الأول في الالهيات والعرفانيات ، والفصل الثاني الحسينيات وهو ما قاله في أهل البيت عامة ، والحسين خاصة مدحاً ورثاءاً ويبلغ ٣١ قصيدة من غرر الشعر ، قال الخطيب الأديب الشيخ يعقوب في تقريضه قصيدة منها :
مدحت بني النبوة
في قواف |
|
ترددهن ألسنة
الرواة |