[منهم] رسوخا ، (١) فاقتصر على ذلك ولا تقدّر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين. (٢)
أقول : قوله عليهالسلام : واعلم يا عبد الله ، إلى آخره ، ظاهر في أنّه أخذ الواو في قوله (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) للإستئناف ، ونتيجته عدم دلالة الآية على كونهم عالمين بالتأويل ، ولا ينافي ذلك دلالة دليل آخر عليه كما عرفت.
نعم ، يبقى هنا شيء وهو أنّ ظاهر الآيات والأدلّة الاخرى هو كون المطهّرين ـ والمتيقّن منهم الثابت بالكتاب ـ أهل بيت رسول الله ـ عليهمالسلام ـ عالمين بالكتاب ظاهره وباطنه ، وتنزيله وتأويله ، وقد قال سبحانه : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) ، (٣) وقال : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ). (٤) والظاهر من الأخبار (٥) دخولهم في قوله (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) وقد أثبت لهم الجهل.
ويندفع بأنّ أصل الكتاب على تصريحه بطهارة النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ وعلمه بالكتاب يثبت له عدم العلم ، كقوله تعالى فيه : (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) ، (٦) وقوله : (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) ، (٧) إلى غير ذلك من الآيات ، لكنّها ـ كما سيجيء بيانه ـ في مقام نفي العلم بالذات دون العلم بالغير وبالعرض ، أي بتعليمه سبحانه ، فهم في أنفسهم فاقدون ، وبالله تعالى عالمون ،
__________________
(١). تفسير الصافي ٢ : ١٤ ؛ نهج البلاغه : الخطبة : ٩١ (خطبة الأشباح) ؛ التوحيد : ٥٥ ، الحديث : ١٣.
(٢). تفسير العيّاشي ١ : ١٦٣ ، الحديث : ٥ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٢ : ٣٦٧ ، الحديث : ١٢.
(٣). النحل (١٦) : ٨٩.
(٤). الرعد (١٣) : ٤٣.
(٥). راجع : الكافي ١ : ٢١٣ ، الحديث : ٢ و : ٤١٤ ، الحديث : ١٤ ؛ بصائر الدرجات : ١٩٦ ، الحديث : ٧ و : ٢٠٣ ، الحديث : ٢ ـ ٣ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ١١ ، الحديث : ٥.
(٦). الأنعام (٦) : ٥٠.
(٧). الأعراف (٧) : ١٨٨.