[هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠) سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢١١) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢١٢)]
قوله سبحانه : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ) من الثابت بالبرهان والضروري من الظواهر الدينيّة من الكتاب والسنّة : أنّه سبحانه لا يجري عليه شيء ممّا يجري على غيره من الأشياء ، من ذات ووصف وفعل ، كيف؟! وكلّ شيء منه وله وإليه ، وليس كمثله شيء.
غير أنّ المعاني الجارية على الممكنات ـ من الأوصاف والأفعال ـ إذا جرّدت عن الجهات العدميّة والنواقص الإمكانيّة ـ ولم يبق منها إلّا مجرّد المعاني الخالية عن كلّ نقص وشين ـ جاز اتّصافه بها ، على ما سيجيء بيانه في ذيل قوله : (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) ، (١) وعلى هذا ينبغي أن ينزّل ما
__________________
(١). الأعراف (٧) : ١٨٠.