[فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (٦١) إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣)]
قوله سبحانه : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ) المحاجّة في أمر عيسى ، أو في الحقّ الذي بيّنه الله من أمره ، على احتمالي رجوع الضمير إلى عيسى ، أو إلى الحقّ المذكور في قوله : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) لقربه.
وقدّم الأبناء على النساء والأنفس ؛ لأنّ الإنسان أشفق بهم منه بنفسه ، وربّما دفع المهالك والمخاطر عنهم بنفسه ، فتعريفهم للمباهلة أدلّ على علمه وإيقانه بدعواه واطمئنانه في إقدامه ، كما قيل. (١) ولعلّه لذلك فرّق بين أبناء المتباهلين ونسائهم وأنفسهم ، فلم يقل : (ندع أبناءنا ونساءنا وأنفسنا).
__________________
(١). تفسير الكشاف ١ : ٣٦٩ ـ ٣٧٠.