أو عدم توقفه على ذلك ، فلا يكاد يظهر من الأخبار المختلفة في ذلك ما يطمئنّ به النفس ، فالأولى ووكول علم ذلك إليهم ، صلوات الله عليهم أجمعين.
______________________________________________________
الشيء ، أو عدم توقفه على ذلك) بأن يكون علمهم حضوريا حاضرا لديهم دائما (فلا يكاد يظهر من الأخبار المختلفة في ذلك) أي : في باب علمهم عليهمالسلام (ما يطمئن به النفس ، فالأولى : ووكول علم ذلك اليهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) فانهم أعلم بمقدار علمهم وبكيفيّته.
لكن قال بعض : بأنّ علمهم محيط بجميع الكليات والجزئيات والكبير والصغير من حيث الكمية ، وهو حاضر لديهم دائما من حيث الكيفية وكذلك قدرتهم ، فهم كعزرائيل عليهالسلام الذي لا يفوته شخص حضر أجله أو لم يحضر ، بل ربّما يقال : انّ لهم عليهمالسلام مكانة كونية وقدرة عامّة سارية في جميع ذرات الكون كسريان قوة الجاذبة فيها ، غير انّ الجاذبة ليست مشرفة وقادرة ، وهم عليهمالسلام مشرفون قادرون باذن الله تعالى ، ولذا ورد في الحديث : «لو لا الحجة لساخت الأرض» (١) قيل : وهذا هو مقتضى كون النبيّ والإمام خليفة الله سبحانه.
نعم ، من البديهي انّ علم الله وقدرته مستندان الى ذاته تعالى ، أمّا علمهم وقدرتهم فهما مستندان الى الله تعالى لا من ذواتهم ، وهذا هو مقتضى كونهم شهودا على الجميع ، ومقتضى ما في الأدعية مثل دعاء أيام رجب حيث جاء فيه : «أسألك بما نطق فيهم من مشيّتك فجعلتهم معادن لكلماتك وأركانا لتوحيدك وآياتك ومقاماتك ، الّتي لا تعطيل لها في كلّ مكان ، يعرفك بها من عرفك ، لا فرق
__________________
(١) ـ علل الشرائع : ص ١٩٨ ، بصائر الدرجات : ص ٤٨٨ ، عيون أخبار الرضا : ص ٢٧٢ ، كمال الدين : ص ٢٠٤ ، غيبة النعماني : ص ١٤١.