وقسم متردّد بين القسمين ، وهي الأفراد التي ليست بظاهرة الفرديّة لبعض الأنواع ، وليس اشتباهها بسبب شيء من الامور الدنيويّة كاختلاط الحلال بالحرام ، بل اشتباهها لأمر ذاتيّ ، أعني اشتباه صنفها في نفسها ، كبعض أفراد الغناء الذي قد ثبت تحريم نوعه واشتبه انواعه في أفراد يسيرة وبعض افراد الخبائث الذي ثبت تحريم نوعه واشتبه بعض
______________________________________________________
(وقسم متردّد بين القسمين) وهذا هو القسم الثالث الذي اضافه الحرّ رحمهالله (وهي) الشبهة في (الأفراد التي ليست بظاهرة الفردية لبعض الأنواع) بأن لم يعلم هل هذا من الحرام أو من الحلال؟ كالخمر غير المسكر مثلا حيث لا نعلم هل انّه من مطلقات المائعات المحلّلة ، أو من مطلقات الخمر المحرم؟ (وليس اشتباهها بسبب شيء من الامور الدنيوية كاختلاط الحلال بالحرام) فانّه ليس كاللحم المشترى من السوق لا نعلم انّه من الحرام الميتة أو من الحلال المذكى.
(بل اشتباهها لأمر ذاتي أعني : اشتباه صنفها في نفسها) أي : انّ صنف هذا الشيء مشتبه هل هو حلال أو حرام؟ مثل الخمر غير المسكر ، فانّا نعلم أنّ الخمر المسكر حرام ، ونعلم انّ سائر المائعات مثلا حلال ، لكن لا نعلم هل انّ الشارع حرّم الخمر غير المسكر والحقه بالخمر المسكر ، أو لم يحرّمه والحقه بسائر المائعات؟.
وهكذا في الأمثلة الاخرى (كبعض أفراد الغناء الذي قد ثبت تحريم نوعه) لأنّا نعلم انّ الغناء في الجملة حرام (واشتبه أنواعه في أفراد يسيرة) كالصوت المطرب فقط ، والصوت المرجّع فيه فقط ، والصوت الجامع لهما ، فانّ الجامع نعلم بحرمته ، أما لو كان مطربا وحده ، أو مرجّعا فيه وحده ، فلا نعلم بحرمته.
(وبعض أفراد) أي : أصناف (الخبائث الذي ثبت تحريم نوعه واشتبه بعض