وإن كان بعيدا عن منصب الإمام عليهالسلام ، كما لا يخفى ، إلّا أنّه يمكن أن يكون هذا النحو من التعبير لأجل التقيّة ، لايهام أنّ الوجه في التأخير هو حصول الجزم باستتار القرص وزوال احتمال عدمه ، لا انّ المغرب لا يدخل مع تحقق الاستتار.
______________________________________________________
حتى تذهب الحمرة وتأخذ بالحائطة لدينك» (١) ، فان تعليل هذا بالاحتياط (وان كان بعيدا عن منصب الإمام عليهالسلام) إذ كان من حقّ المطلب أن يبيّن الإمام ان الغروب لا يحصل الّا بذهاب الحمرة المشرقيّة (كما لا يخفى) لأن الأئمة عليهمالسلام انّما نصّبهم الله سبحانه وتعالى لبيان الأحكام.
(إلّا إنّه يمكن أن يكون هذا النحو من التعبير لأجل التقية) من المخالفين (لإيهام) أي : ان هذا التعبير يوقع في وهم العامة (انّ الوجه في التأخير هو : حصول الجزم باستتار القرص وزوال احتمال عدمه) أي : عدم الاستتار (لا إن) الوجه في التأخير هو : ان (المغرب لا يدخل مع تحقق الاستتار) وانّما يدخل بغروب الشمس من الافق الحقيقي.
ويؤيد كون الإمام في مقام التقية : انه عليهالسلام قال : «أرى لك» ، فان هذا اللفظ ظاهر في الاستحباب ، مع أنه يجب على السائل الانتظار حتى يدخل المغرب اذ بدون زوال الحمرة المشرقية عن قمة الرأس لا يجوز الافطار والصلاة ، فلو لا التقية كان عليهالسلام يقول : يجب عليك الانتظار ، فقوله : «أرى لك» في مقام الوجوب مشعر بالتقية حيث ان الإمام ما كان يريد ردّ العامة ردا صريحا ، فهو مثل أن
__________________
(١) ـ تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٢٥٩ ب ١٣ ح ٦٨ ، الاستبصار : ج ١ ص ٢٦٤ ب ١٤٩ ح ١٣ ، وسائل الشيعة : ج ٤ ص ١٧٧ ب ١٦ ح ٤٨٤٠ وج ١٠ ص ١٢٤ ب ٥٢ ح ١٣٠١٥.