اليوم ينسى : (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى) (١٢٧).
الخاتمة
الآيات (١٢٨ ـ ١٣٥)
ثم قال تعالى : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (١٢٨) ، فحذّر كفار قريش أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الأمم الذين يمشون في مساكنهم ، وذكر أنه لو لا قضاء الله بأنه لا يهلكهم كما أهلك من كان قبلهم ، لكان عذابه لزاما لهم ، ثم أمر النبي (ص) بأن يصبر على تعنّتهم ، وأن يستعين على هذا بالمثابرة على الصلوات في أوقاتها ؛ ونهاه أن يمدّ عينيه إلى ما متّع به بعضهم من زينة الدنيا ، لأنّ ما عنده من الثواب خير وأبقى ؛ ثم ذكر أنّ من تعنّتهم ، أنهم اقترحوا على النبيّ (ص) آية تدل على نبوّته ، وأجابهم بأنهم قد أتاهم أخبار الأمم السابقة في الصحف الأولى ، إذ طلبوا من الآيات مثل طلبهم ولم يؤمنوا بها ، فأهلكهم الله وعجّل لهم عذابهم ؛ ولو أنه جلّ وعلا أهلكهم قبل أن يرسل إليهم رسلهم ، ويجيبهم إلى ما اقترحوا من الآيات ، (لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) (١٣٥).