البحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «النحل» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة النحل بعد سورة الكهف ، وهي من السور التي نزلت بعد الإسراء وقبيل الهجرة ، فيكون نزول سورة النحل في ذلك التاريخ أيضا ، وقيل إنها من السور المدنية.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (٦٨). وتبلغ آياتها ثماني وعشرين ومائة آية.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة إنذار المشركين بالعذاب ، وإبطال شركهم ، وردّ شبههم على القرآن والنبوة والبعث ، وهي أمور متشابكة متلازمة وقد افتتحت بآيتين ، أجملت فيهما تلك الأغراض ، وقصد بهما التمهيد لتفصيل الكلام فيها ، ثم ختمت بذكر نعمة الله على أولئك المشركين ، بسكنى حرمه ، وأنهم كفروا بنعمته بهذا عليهم ، فجوزوا بذلك العذاب الذي حقّ عليهم.
وقد جعلت بعد سورة الحجر ، لأنه أمره ، في آخرها ، أن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين. وقد افتتحت هذه السورة بأن ما وعدوا به قد أتى وقته وحان حينه.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.