بحكم الشارع ، كما يشعر به قوله : «كان بعض الظنون أقرب إلى الحجّية من الباقي» ، وامّا أن يجعل منشأ لحكم العقل بتعيّن إطاعة الله سبحانه حين الانسداد على وجه الظنّ ، كما يشعر به قوله نظرا إلى حصول القوّة لتلك الجملة ، لانضمام الظنّ بحجّيتها إلى الظنّ بالواقع.
______________________________________________________
بحكم الشارع) فتكون النتيجة على الكشف (كما يشعر به قوله) أي : قول صاحب الحاشية في عبارته المتقدّمة (كان بعض الظّنون أقرب الى الحجّية من الباقي) فإنّ القرب والبعد يكون عند الاستكشاف ، والاستكشاف يكون لحكم الشرع ، فان العقل يحكم لا انّه يستكشف.
(وأمّا أن يجعل) تلك المقدمات (منشأ لحكم العقل بتعيّن إطاعة الله سبحانه حين الانسداد على وجه الظّن) وهذا ما يسمى بالحكومة (كما يشعر به قوله) أي : قول صاحب الحاشية (نظرا الى حصول القوة لتلك الجملة لانضمام الظّنّ بحجّيتها الى الظّنّ بالواقع) فانّ قوة الظنّ بالواقع ، يشعر أن الأقربية الى الواقع ، هي مناط حجّية الظنّ حسب حكم العقل.
قال الأوثق : «الاشعار في المقام الأول : من جهة اعتبار الأقربية الى الحجيّة ، لأنّه يشعر بكون المستكشف عنه بدليل الانسداد هي الحجّية عند الشارع ، وفي المقام الثاني : من جهة اعتبار قوة الظّنّ بالواقع لأنّه يشعر بكون المدار في العمل والترجيح هي الأقربية الى الواقع التي هي مناط حكم العقل على القول بالحكومة» (١).
__________________
(١) ـ أوثق الوسائل : ص ٢٢٤ مرجحات بعض الظنون.