نظرا الى الظنّ بحجيّتها دون الباقي ، فلا محالة تقدّم المظنون على المشكوك والمشكوك على الموهوم في مقام الحيرة والجهالة ، فليس الظنّ مثبتا لحجيّة ذلك الظنّ ، وإنّما هو قاض بتقديم جانب الحجّية في تلك الظنون ، فينصرف إليه ما قضى به الدّليل المذكور.
______________________________________________________
نظرا الى الظّنّ بحجّيتها دون الباقي) من الظنون لأن الباقي لا يظن بحجّيتها (فلا محالة تقدّم المظنون) اعتباره (على المشكوك) اعتباره (والمشكوك على الموهوم في مقام الحيرة والجهالة).
فانّ الانسان إذا كان حائرا في تكليفه وجاهلا به ، قدم الظنون المظنونة الاعتبار على الظنون المشكوكة الاعتبار ، وقدّم المشكوكة الاعتبار على الظنون الموهومة الاعتبار.
(فليس الظّنّ مثبتا لحجيّة ذلك الظنّ) المظنون الاعتبار (وإنّما هو) أي : الظنّ (قاض بتقديم جانب الحجّية في تلك الظّنون) أي الظنون المظنونة الاعتبار (فينصرف اليه) أي : الى تلك الظنون (ما قضى به الدليل المذكور) أي : دليل الانسداد.
ثم لا يخفى : انّ الضمائر في كلام المصنّف والشيخ محمد تقي وغيرهما قد تطابق اللّفظ ، وقد لا تطابقه بل تطابق المعنى ، فقول صاحب الحاشية هنا : «إليه» راجع الى «الظنون» باعتبار انّه يرجع الى كل ظنّ ظنّ ، كقوله سبحانه : (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ) (١).
وقوله سبحانه : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (٢).
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ٢٥٩.
(٢) ـ سورة التحريم : الآية ٤.