يشبه الترجيح بالقوّة والضعف ، في أنّ مداره على الأقرب إلى الواقع ، وحينئذ إذا فرضنا كون الظنّ الذي لم يظنّ بحجّيّته أقوى ظنّا بمراتب من الظنّ الذي ظنّ حجّيّته ، فليس بناء العقلاء على ترجيح الثاني ، فيرجع الأمر الى لزوم ملاحظة الموارد الخاصّة وعدم وجود ضابطة كليّة بحيث يؤخذ بها في ترجيح الظنّ المظنون الاعتبار.
نعم ، لو فرض تساوي أبعاض الظنون دائما من حيث القوة والضعف ،
______________________________________________________
إحراز مصلحة الواقع (يشبه الترجيح بالقوّة والضعف ، في انّ مداره على الأقرب إلى الواقع ، وحينئذ) إذا صار المناط هو الأقرب الى الواقع فانّه (إذا فرضنا كون الظّن الذي لم يظنّ بحجّيته) أي : ذو الظنّ الواحد (أقوى ظنّا بمراتب ، من الظّنّ الذي ظنّ حجّيته) أي : من ذي الظّنين (فليس بناء العقلاء على ترجيح الثاني) وإنّما بنائهم على ترجيح الأقوى منهما إذا كان هناك أقوى ، وإلّا فالتساوي والتخيير بينهما ، مثلا : صلاة الجمعة ذات الظنّ الواحد! لكن في الدرجة التسعين من الظنّ ، ودعاء رؤية الهلال ذو الظنين ، لكن كلّ ظنّ منهم في الدرجة الأربعين ، فيكون الأوّل أقوى ، لأنّه بتسعين في مقابل ما بثمانين.
وعليه : (فيرجع الأمر إلى لزوم ملاحظة الموارد الخاصة وعدم وجود ضابطة كليّة بحيث يؤخذ بها) أي : بتلك الضابطة (في ترجيح الظّنّ المظنون الاعتبار) على الظنّ الّذي لم يظنّ باعتباره.
(نعم ، لو فرض تساوي أبعاض الظنون دائما من حيث القوة والضعف) بأن كان ظنّ صلاة الجمعة وظنّ الدعاء متساويين وفي رتبة واحدة قوة وضعفا ، لكن أضيف على ظنّ صلاة الجمعة : كونه مظنون الحجّية ، دون الدعاء فليس الظنّ به