كما يدل عليه الأخبار الكثيرة الواردة ، بمضمون : «إنّ دين الله لا يصاب بالعقول» ، و «إنّه لا شيء أبعد عن دين الله من عقول النّاس».
وأوضح من ذلك كلّه رواية أبان بن تغلب عن الصادق عليهالسلام : «قال : قلت له : رجل قطع إصبعا من أصابع المرأة ، كم فيها من الدّية؟. قال : عشر من الابل.
______________________________________________________
(كما يدل عليه) اي على عدم جواز مثل هذا الركون الى العقل (الاخبار) المتقدمة (الكثيرة الواردة بمضمون : إنّ دين الله لا يصاب) اي لا يدرك (بالعقول) (١) كما في بعضها (وأنّه لا شيء أبعد عن دين الله من عقول النّاس) (٢) و «أبعد» هنا ليس بمعنى التفضيل ، بل بمعنى «البعد» مثل ما في الآية الكريمة :
(أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٣) ومثل قول الفقهاء : «أحوط» و «أقوى» ولا يراد : أن طرفه أيضا «احتياط» أو «فيه قوة».
(وأوضح) الاشياء في افادة عدم الاعتماد على العقل في الشرعيات (من ذلك) الذي ذكرناه من الاحاديث المتقدمة (كله) والضمير عائد الى كل واحد واحد منها (رواية ابان بن تغلب) على وزن تضرب (عن الصادق عليهالسلام قال : قلت له : رجل قطع إصبعا من أصابع المرأة ، كم فيها من الدّية؟) والدية فيما اذا كان الجاني قد ارتكب الجناية خطاء ، أو شبه عمد ، اما اذا كان عمدا فالمجني عليه مخيّر بين الدية والقصاص (قال عليهالسلام : عشر من الابل) أو ما يساويه ، فان دية الانسان احد ستة أشياء ـ مذكورة في الفقه ـ ، ولكل اصبع عشر الدية.
__________________
(١) ـ مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٢٦٢ ب ٦ ح ٢١٢٨٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٣٠٣ ب ٣٤ ح ٤١ ، كمال الدين : ص ٣٢٤ ح ٩.
(٢) ـ تفسير العياشي : ج ١ ص ٢٣ ح ٢٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٩٢ ب ١٣ ح ٣٣٥٧٢.
(٣) ـ سورة القيامة : الآية ٣٤.