__________________
ـ إسرائيل قبل موته. فقال : «جاء الرب من سيناء. وأشرق لهم من سعير. وتلألأ من جبال فاران. وأتى من ربوات القدس ، وعن يمينه نار شريعة لهم. فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك. وهم جالسون عند قدمك ، يتقبلون من أقوالك» [تثنية ٣٣ : ١ ـ ٣] وفي هذا النص نجد الكاتب يخبر عن تقسيم البركة الموعود بها إبراهيم عليهالسلام حسب ما جاء عن موسى عليهالسلام فقال : إن الله جاء من سيناء ، أي ظهرت شريعته على يد موسى في طور سيناء. ويعني بالإشراق من ساعير : أن علماء بني إسرائيل كانوا يفسرون التوراة في أرض فلسطين والأردن. ويعني بالتلألؤ من جبال فاران : ظهور شريعة واضحة من فاران. والدليل على أن فاران جبال مكة ، وعلى أن فاران موطن بني إسماعيل ما جاء في التوراة أن ملاك الله قابل هاجر وقال لها : «قومي احملي الغلام وشدي يدك به. لأني سأجعله أمة عظيمة ... وكان الله مع الغلام فكبر ، وسكن في البرية ، وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران» [تكوين ٢١] وفي بعض التراجم ـ وهي اليونانية ـ وأتى مع ربوات جيش المقدسين ... الخ أي أن أصحاب النبي محمد سيأتون إلى فلسطين لإنهاء الشريعة اليهودية منتها إلى غير رجعة. ومن يعمل بها بعد ظهوره لا يقبل عمله لدى الله. لأن الله نسخها على يد محمد صلىاللهعليهوسلم.
ثانيا : البشارة بنبي الإسلام في الإنجيل
تمهيد :
الأناجيل المقدسة عند النصارى هي : إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا وفي هذه الأناجيل صفة نبي الإسلام صلىاللهعليهوسلم. وفي إنجيل اسمه المبارك أحمد. ولقد ظهر في القرن التاسع عشر إنجيل يسمى بإنجيل برنابا وفيه اسم محمد وأوصافه. ويطول بنا الحديث إذا ذكرنا نصوص النبوءات كلها. من الأناجيل. ولذلك سنختار النص الذي يشير إلى اسم أحمد في إنجيل يوحنا.
النص :
في الأصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا وما بعده. قال المسيح لتلاميذه : «إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزّيا آخر. ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق. الذي لا يستطيع العالم أن يقبله ، لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه ، لأنه ماكث معكم ويكون فيكم» ـ «وأما المعزّي ـ الروح القدس ـ الذي سيرسله الأب باسمي ـ فهو يعلمكم كل شيء ، ويذكركم بكل ما قتله لكم» ـ «وقلت لكم الآن قبل أن يكون ، حتى متى كان تؤمنون» ـ لكني أقول لكم الحق : إنه خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكّت العالم عن خطية وعلى بر وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. وأما على بر فلاني ذاهب إلى أبي ولا ترونني ، وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين. إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم. ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق ، لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به. ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني ، لأنه يأخذ لي مما لي ويخبركم» [يو ١٤ ، ١٥ ، ١٦] ـ