الالتفات إلى ما ذكرناه حول ـ رأي أحمد في المسند ـ وبعد البناء على ثبوت هذا النقل عن أحمد الذي أكثر من الرواية عن عطيّة عن أبي سعيد :
١ ـ إنّ السبب في قوله : «ضعيف الحديث» هو ما ذكره قائلاً : «بلغني ...» ثمّ نظرنا فإذا في الجملة اللاحقة يذكر السند الذي بلغه الخبر به وهو : «أبو أحمد الزبيري سمعت الكلبي يقول ...».
٢ ـ هذا الكلبي هو : محمّد بن السائب المفسّر المشهور ، ووفاته سنة (١٤٦) (١) وقد عرفت أن عطيّة مات سنة (١١١) (٢) ، وهذا ما يجعلنا نتردّد في أصل الخبر ، ففي أيّ وقت حضر عطيّة التفسير عند الكلبي؟ وأيّ مقدارٍ سمع منه؟
٣ ـ قال ابن حجر : «قال ابن حبّان ـ بعد أنْ حكى قصته مع الكلبي بلفظ مستغربٍ فقال : سمع من أبي سعيد أحاديث ، فلمّا مات جعل يجالس الكلبي يحضر بصفته ، فإذا قال الكلبي : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كذا فيحفظه ، وكنّاه أبا سعيد ، ويروي عنه ، فإذا قيل له : من حدّثك بهذا؟ فيقول : حدّثني أبو سعيد ، فيتوهّمون أنه يريد أبا سعيد الخدري ، وانما أراد الكلبي ـ قال : لا يحلّ كتب حديثه إلّا على التعجّب».
يفيد هذا النقل :
(أ) أنّ السبب في تضعيف ابن حبّان أيضاً هو هذه القصّة ...
__________________
(١) انظر : العبر وغيره حوادث ١٤٦.
(٢) وهو قول ابن سعد ومطيّن والذهبي. قال الذهبي في تاريخ الإسلام : «وقال خليفة : مات سنة ١٢٧. وهذا القول غلط».