(إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) (١) إنّه يدخل في أهله من يوافقه على دينه وإنْ لم يكن من ذوي نسبه.
فمثل ذلك أيضاً ما كان من رسول الله جواباً لأُمّ سلمة : «أنتِ من أهلي» يحتمل أن يكون على هذا المعنى أيضاً ، وأن يكون قوله ذلك كقوله مثله لواثلة.
وحديث سعدٍ وما ذكرناه معه من الأحاديث في أوّل الباب معقول بها مَن أهل الآية المتلوّة فيها ، لأنّا قد أحطنا علماً أنّ رسول الله لمّا دعا مِن أهله عند نزولها لم يبق مِن أهله المرادين فيها أحد سواهم ، وإذا كان ذلك كذلك استحال أن يدخل معهم فيما أُريد به سواهم. وفيما ذكرنا من ذلك بيان ما وصفنا.
فإنْ قال قائل : فإنّ كتاب الله تعالى يدلّ على أنّ أزواج النبيّ هم المقصودون بتلك الآية ، لأنّه قال قبلها في السورة التي هي فيها : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ ...) (٢) * فكان ذلك كلّه يؤذن به ، لأنّه على خطاب النساء لا على خطاب الرجال ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية.
فكان جوابنا له : إنّ الذي تلاه إلى آخر ما قبل قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية .. خطاب لأزواجه ، ثمّ أعقب ذلك بخطابه لأهله بقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية ، فجاء به على خطاب الرجال ، لأنّه قال فيه : (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ) وهكذا خطاب الرجال ، وما قبله فجاء به بالنون وكذلك خطاب النساء.
فعقلنا أنّ قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية ، خطاب لمن أراده من الرجال بذلك ،
__________________
(١) سورة هود ١١ : ٤٦.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٨.