ومن الناس من قال
: الروح جوهر مجرّد لا متحيّز ، ولا حالّ في متحيّز ، وهو مذهب حذّاق الفلاسفة ،
والذي يظهر أنّ هذا مذهب الغزاليّ أيضاً ، وهكذا هو في «المضنون به على غير أهله
الكبير» و «المضنون به على غير أهله الصغير» ولكنّ الآمديّ نقل عنه ما ذكرت.
و «المضنون الكبير»
فيه أشياء من اعتقاد الفلاسفة خارجة عن اعتقاد المسلمين ، ولذلك إنّ بعض الفضلاء
كان ينكر نسبته إلى الغزاليّ رحمهالله .
وهو في «الإحياء»
في شرح عجائب القلب لم يفصح بذلك ، وإنّما قال : إنّها لطيفة ربّانية روحانيّة هي
حقيقة الإنسان ، وهي المدرك العالم العارف من الإنسان ، وهي المخاطب المطالب ،
ولهذه اللطيفة علاقة مع القلب الجسمانيّ ، وقد تحيّر أكثر العقول في إدراك وجه
علاقته.
وقال : إنّ هذه
اللطيفة الربّانية يطلق عليها «الروح» و «النفس» و «القلب» و «العقل» وهي غير
الروح الجسمانيّ ، وغير النفس الشهوانيّة ، وغير القلب الصنوبريّ ، وغير العقل
الذي هو العلوم ، فالمعاني خمسة ، والألفاظ أربعة ، كلّ لفظ
__________________