وحديث : «ما من
أحد يسلّم عليَّ إلّا ردّ الله عليَّ روحي حتّى أردّ».
قال البيهقيّ ،
وإنّما أراد ـ والله أعلم ـ إلّا وقد ردّ الله علي روحي حتّى أردّ عليه .
قلت : وقد تقدّم
احتمال آخر.
ثمّ ذكر البيهقيّ
حديث : «إنّ لله ملائكة سيّاحين يبلغوني عن امّتي السلام».
وقولَ ابن عبّاس :
ليس أحد من امّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى عليه صلاة إلّا وهي تبلغه ، يقول له الملك : فلان
يصلّي عليك كذا وكذا صلاة.
وحديث : «من صلّى
عليَّ عند قبري سمعته» من طريق أبي عبد الرحمن ، وقال : هو محمّد بن مروان السدّي
فيما أرى ، وفيه نظر ، وقد مضى ما يؤكّده.
هذا قول البيهقيّ.
وذكر ما قدّمناه
عن سليمان بن سحيم ، ثمّ قال : وممّا يدلّ على حياتهم ما أنا أبو عبد الله الحافظ
... وساق إسناده ، وذكر حديث : «فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان فيمن
صعق فأفاق قبلي ، أو كان ممّن استثنى الله عزوجل» رواه البخاريّ ومسلم .
قال البيهقيّ :
وهذا إنّما يصحّ على أنّ الله عزوجل ردّ على الأنبياء صلوات الله عليهم أرواحهم ، فهم أحياء
عند ربّهم كالشهداء ، فإذا نفخ في الصور النفخة الاولى صعقوا فيمن صعق ، ثمّ لا
يكون ذلك موتاً في جميع معانيه إلّا في ذهاب الاستشعار ، فإن كان موسى عليهالسلام ممّن استثنى الله بقوله : (إِلَّا مَنْ شاءَ
اللهُ) فإنّه لا يذهب استشعاره في تلك الحالة ، فيحاسبه بصعقة يوم
الطور.
ويقال : إنّ
الشهداء من جملة من استثنى الله عزوجل بقوله تعالى : (إِلَّا مَنْ
__________________