وروى البيهقي في
دلائله عن أبي وجزة يزيد بن عبد السلميّ قال : لمّا قفل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة ... إلى أن قال : فقالوا
: يا رسول الله ، أسنتت بلادنا ، وأجدبت جنّاتنا ، وعريت عيالنا ، وهلكت مواشينا ،
فادع ربّك أن يغيثنا ، واشفع لنا إلى ربّك ، ويشفع ربّك إليك.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سبحان الله ، ويلك ، إن أنا شفعت إلى ربّي فمن ذا الذي
يشفع ربّنا إليه؟! الله لا إله إلّا هو العظيم ، وسع كرسيّه السموات والأرض ، وهو
يَئِطُّ من عظمته وجلاله ...» وذكر بقيّة الحديث.
إلى أن قال : فقام
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فصعد المنبر ، وفيه : كان ممّا حفظ من دعائه : «اللهمّ اسق
بلدك وبهيمتك ، وانشر رحمتك ، وأحي بلدك الميّت ...» وذكر دعاء وحديثاً طويلاً.
وفي «سنن أبي داود»
في كتاب السنّة عن جبير بن مطعم قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أعرابيّ فقال : يا رسول الله ، جهدت الأنفس ، وضاعت العيال
، ونهكت الأموال ، وهلكت الأنعام ، فاستسق الله لنا ؛ فإنّا نستشفع بك على الله ،
ونستشفع بالله عليك.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ويحك ، أتدري ما تقول؟! إنّه لا يستشفع بالله على أحد
من خلقه ؛ شأن الله أعظم من ذلك ...» وذكر حديث الأطيط.
وفي إسناده محمّد
بن إسحاق وعنعنته ، فإن ثبت فهو موافق لمقصودنا ، فإنّه لم ينكر الاستشفاع به ،
وإنّما أنكر الاستشفاع بالله ، ولعلّ سبب ذلك أنّ شأن الشافع
__________________