قال الاسنوي في (الطبقات)
: كان أنظر من رأيناه من أهل العلم ، ومن أجمعهم للعلوم وأحسنهم كلاماً في
الأشياء الدقيقة وأجلهم على ذلك ، وكان في غاية الإنصاف والرجوع الى الحق في
المباحث ولو على لسان آحاد الطلبة ، مواظباً على وظائف العبادات مراعياً لأرباب
الفنون محافظاً على ترتيب الأيتام في وظائف آبائهم.
وقال شيخنا
العراقي : طلب الحديث في سنة ٧٠٣ ثمّ انتصب للإقراء وتفقّه به جماعة من الأئمة ،
وانتشر صيته وتواليفه ، ولم يخلف بعده مثله.
ومن ماجرياته :
أنه بحث مع ابن الكناني فنقل عن الشيخ أبي إسحاق شيئاً في الاصول فلما رجع بعث
إليه قاصداً يقول له : المسألة التي ذكرها ، ما هي في (اللمع)! فكتب إليه :
سمعتُ بإنكار ما
قلته
|
|
عن الشيخ إذ لم
يكن في اللمعْ
|
ونقلي لذلك من
شرحه
|
|
وخير خصال
الفقيه الورع
|
لو وقفتَ على شرح
اللمع ما أنكرت النقل فانظر فيه فإنه كتاب مفيد.
فلما وقف ابن
الكناني على الجواب تألّم تألماً كثيراً ، وكان أسنَّ من السبكي بكثير ، لكن تقدّم
السبكي واشتهر ، واستمرّ هو على حالة واحدة.
ولذا كان ابن
عدلان وابن الانصاري يمتعضان من السبكي لكونهما أسنّ منه وتقدّم عليهما .
ترجمة المؤلّف
بقلم ابن كثير الدمشقي المؤرّخ المفسّر
علي بن عبد الكافي
بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام ، الإمام
__________________