الطبريّ وغيره في التفسير عن غير واحد من السلف ، وذكره وثيمة
وغيره في «قصص الأنبياء» من عدّة طرق ، وقد بسط الكلام على اصول هذه المسائل في
غير هذا [الموضع] .
[وأوّل مَنْ وضع
الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور هم أهل البدع من الرافضة ونحوهم
، الذين يُعطّلون المساجد ، ويعظّمون المشاهد ، يدعون بيوت الله التي أَمَر أن
يُذكر فيها اسمه ويُعبد وحده لا شريك له ، ويعظّمون المشاهد التي يُشرك فيها
ويُكذب فيها ويُبتدع فيها ما لم ينزّل الله به سُلطاناً].
والكتاب والسنة
إنّما فيهما ذكر المساجد دون المشاهد ، كما قال الله تعالى : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ
وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ.)
وقال الله تعالى :
(إِنَّما يَعْمُرُ
مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ ...) الآية.
وقال الله تعالى :
(وَأَنَّ الْمَساجِدَ
لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً).
وقال الله تعالى :
(وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ
وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ).
وقال الله تعالى :
(وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها
...) الآية.
وقد ثبت عنه في
الصحيح أنّه كان يقول : «إنّ من كان قبلكم كانوا يتّخذون القبور مساجد ، ألا فلا
تتّخذوا القبور مساجد ، فإنّي أنهاكم عن ذلك».
__________________