بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة التاسعة والأربعون
سنة إحدى وثمانين وأربعمائة
[استيلاء الفرنج على مدينة زويلة]
فيها استولت الفرنج على مدينة زويلة من بلاد إفريقية ، جاءوا في البحر في أربعمائة قطعة ، فنهبوا وسبوا ، ثمّ صالحهم تميم بن باديس (١) ، وبذل لهم من خزانته ثلاثين ألف دينار ، فردّوا جميع ما حووه (٢).
[وفاة الناصر بن علناس]
وفيها مات النّاصر بن علناس بن حمّاد ، وولي بعده ابنه المنصور ، فجاءته كتب تميم بن المعزّ ، وكتب يوسف بن تاشفين صاحب مرّاكش بالعزاء والهناء (٣).
[وفاة ملك غزنة]
وفيها مات ملك غزنة الملك المؤيّد إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين (٤). وكان كريما ، عادلا ، مجاهدا ، عاقلا ، له رأي ودهاء. ومن مخادعته أنّ السّلطان ملك شاه سار بجيوشه يقصده ، ونزل بأسفزار ، (٥) فكتب إبراهيم كتبا إلى جماعة من أعيان أمراء ملك شاه يشكرهم ، ويعتذر لهم بما فعلوه من تحسينهم لملكشاه أن يقصده : ليتمّ لنا ما استقرّ بيننا من الظّفر به ، وتخليصكم من يده. ويعدهم بكلّ جميل. وأمر القاصد بالكتب أن يتعرّض
__________________
(١) هو تميم بن المعزّ بن باديس.
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٦.
(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٦ ، ١٦٧ ، البيان المغرب ١ / ٣٠١.
(٤) مآثر الإنافة ٢ / ٨ ، صبح الأعشى ٤ / ٤٤٨ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٥.
(٥) أسفزار : بفتح الهمزة ، وسكون السين ، والفاء تضم وتكسر ، وزاي ، وألف وراء. مدينة من نواحي سجستان من جهة هراة. (معجم البلدان ١ / ١٧٨).