أبو عبد الله الثّقفيّ الأصبهانيّ. رئيس أصبهان وكبيرها ومسندها.
ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وأوّل سماعه في ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعمائة.
سمع : أبا الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حولة الأبهريّ ، ومحمد بن إبراهيم الجرجانيّ ، وأبا بكر بن مردويه (١) ، وعليّ بن فيلة الفرضيّ ، وأحمد بن عبد الرحمن اليزديّ ، وجماعة بأصبهان.
ومحمد بن محمد بن محمش (٢) ، ومحمد بن الحسين السّلميّ ، ويحيى بن إبراهيم المزكّي ، وأبو المطهّر الصّيدلانيّ القاسم بن الفضل ، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصّيدلانيّ ، وأبو رشيد محمد بن عليّ بن محمد الباغبان (٣) ، وأبو عبد الله الحسن بن العبّاس الرّستميّ ، وحفيده مسعود بن القاسم الثّقفيّ ، والحافظ أبو طاهر السّلفيّ ، وأبو رشيد عبد الله بن عمر الأصبهانيّ ، وخلق سواهم.
قال السّمعانيّ : كان ذا رأي وكفاءة وشهامة. وكان أيسر أهل عصره ثروة ونعمة وبضاعة ونقدا (٤).
وكان منفقا كثير الصّدقة ، دائم الإحسان إلى الطّارئين والمقيمين وأهل الحديث عموما ، وإلى العلويّة خصوصا ، كثير الإنفاق عليهم. وصرف في آخر عمره ، يعني عن رئاسة البلد ، وصودر ، فدفع مائة ألف دينار حمر في مدّة يسيرة ، لم يبع في أدائها ضياعا ولا عقارا ، ولا أظهر من نفسه انكسارا إلى أن خرج من عهدة ذلك. وكان رجلا من رجال الدّنيا. وعمّر حتّى سمع منه ، الكثير ، وانتشرت عنه الرّواية في الأقطار ، ورحلت الطّلبة من الأمصار. وكان صحيح السّماع ، غير أنّه كان يميل إلى التّشيّع على ما سمعت جماعة من أهل أصبهان.
__________________
(١) سمعه في سنة ٤٠٣ ه. (التقييد ٤٣٠).
(٢) سمعه في سنة ٤٠٩ ه. (التقييد ٤٣٠).
(٣) الباغبان : بسكون الغين المعجمة. نسبة إلى حفظ الباغ ، وهو البستان. (الأنساب ٢ / ٤٤).
(٤) انظر : المنتخب من السياق ٤٢٢.