سنين كان بالجدي ، والآن فقد كبر.
قال ابن عساكر : (١) وسمعت من يحكي أنّه كان بأطرابلس ، فقال له ابن البرّاج : (٢) متكلّم الرّافضة : ما تقول في الشّيخين؟
فقال : سفلتان ساقطان.
قال : من تعني؟
قال : أنا وأنت (٣).
وقال أبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ : أبو يوسف القزوينيّ كان معتزليّا داعية ، كان يقول : لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري. وكان قد بلغ من السّنّ مبلغا يكاد أن يخفى في الموضع الّذي كان يجلس فيه ، وله لسان شابّ (٤).
ذكر لي أنّ له تفسيرا في القرآن في نحو ثلاثمائة مجلّد ، سبعة منها في سورة الفاتحة. وكان عنده جزء ضخم ، من حديث محمد بن عبد الله الأنصاريّ ، رواية أبي حاتم الرّازيّ ، عنه ، كنت أودّ أن يكون عند غيره بما يشق عليّ.
قرأت عليه بعضه ، رواه عن القاضي عبد الجبّار المعتزليّ ، عنه.
وكان سبب مشيي إليه أنّ شيخنا ابن سوار المقرئ سألني أن أمضي مع ابنيه لأسمعهما عليه ، فأجبته ، وقرأ لهما شيئا من حديث المحامليّ ، وأنا (٥) أنّه سمع ذلك سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، وهو ابن أربع سنين أو نحوها (٦).
__________________
(١) في تاريخ دمشق (الظاهرية) و (التيمورية).
(٢) هو عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج ، من كبار علماء الشيعة ، تولّى قضاء طرابلس عشرين عاما وقيل ثلاثين. توفي سنة ٤٨١ ه. ولم يترجم له المؤلّف الذهبي ـ رحمهالله ـ في هذه الطبقة.
انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا : موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ١٤٧ ـ ١٥٢ رقم ٨٢٤.
(٣) وبقية الخبر : «فقيل له في ذلك ، فقال : ما كنت لأجيبه عما سأل ، فيقال إنه تكلّم في أبي بكر وعمر رضياللهعنهما».
(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦١٩ ، لسان الميزان ٤ / ١٢.
(٥) اختصار : «أخبرنا».
(٦) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٢٠ ، لسان الميزان ٤ / ١٢.