قال : وكانت له كرامات ظاهرة ، ووقعات مع الأشاعرة ، وظهر عليهم بالحجّة في مجالس السّلاطين بالشّام.
قال أبو الحسين : ويقال إنّه اجتمع بالخضر مرّتين ، وكان يتكلّم على الخاطر ، كما كان يتكلّم على الخاطر الزّاهد ابن القزوينيّ ، وكان تتش يعظّمه ، لأنّه تمّ له معه مكاشفة (١). وكان ناصرا لاعتقادنا ، متجرّدا في نشره.
وله تصانيف في الفقه والوعظ والأصول (٢).
وأرّخ وفاته ابن الأكفانيّ في يوم الأحد الثّامن والعشرين من ذي الحجّة بدمشق (٣).
قلت : وقبره مشهور بجبّانة باب الصّغير ، يزار ويقصد ، ويدعى (٤) عنده.
وله ذرّيّة فضلاء ، وكان أبوه الشّيخ أبو عبد الله صوفيّا من أهل شيراز ، قدم الشّام ، وكان يعرف بالصّافي.
ذكر له ابن عساكر (٥) ترجمة لأبي الفرج فقال : سكن دمشق وكان صوفيّا.
__________________
(١) منها أن تتش لما عزم على المجيء إلى بغداد في الدفعة الأولى لما وصلها السلطان ، سأله الدعاء ، فدعا له بالسلامة ، فعاد سالما.
فلما كان في الدفعة الثانية استدعاه السلطان وهو ببغداد لأخيه تتش ، فرعب وسأل أبا الفرج الدعاء له. فقال له : لا تراه ولا تجتمع به. فقال له تتش : هو مقيم ببغداد ، وقد برزت إلى عنده ولا بدّ من المصير إليه. فقال : لا تراه. فعجب من ذلك. وبلغ هيت. فجاءه الخبر بوفاة السلطان ببغداد. فعاد إلى دمشق ، وزادت حشمة أبي الفرج عنده ، ومنزلته لديه.
قال ابن أبي يعلى : وبلغني أن بعض السلاطين من المخالفين كان أبو الفرج يدعو عليه ويقول : كم أرميه ، ولا تقع الرمية به؟ فلما كان في الليلة التي هلك ذلك المخالف فيها ، قال أبو الفرج لبعض أصحابه : قد أصبت فلانا ، وقد هلك. فأرّخت تلك الليلة. فلما كان بعد بضعة عشر يوما ، ورد الخبر بوفاة ذلك الرجل في تلك الليلة التي أخبر أبو الفرج بهلاكه فيها. (طبقات الحنابلة).
(٢) طبقات الحنابلة : وذكر ابن رجب منها : «المبهج» و «الإيضاح» و «التبصرة في أصول الدين» و «مختصر في الحدود» وفي أصول الفقه ، ومسائل الامتحان». (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٧١).
(٣) وقع في (طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٩) أنه توفي بدمشق سنة ست وأربعمائة! وهذه وهم ، وقد سقطت كلمة «وثمانين» من الطباعة. وورّخ ابن القلانسي وفاته كما قال ابن الأكفاني. (ذيل تاريخ دمشق ١٢٥).
(٤) في الأصل : «ويدعا».
(٥) هكذا في الأصل. والصحيح أن يقال : ذكر ابن عساكر.