والثانية : قوله
في التولد مثل قول أستاذه ، وزاد عليه بأن جوّز وقوع فعل واحد من فاعلين على سبيل
التولد .
الثالثة : قوله في
القرآن إن الناس قادرون على مثل القرآن فصاحة ، ونظما ، وبلاغة ، وهو الذي بالغ
في القول بخلق القرآن ، وكفر من قال بقدمه بأنه قد أثبت قديمين ، وكفر أيضا من لا
بس السلطان ، وزعم أنه لا يرث ولا يورث ، وكفر أيضا من قال إن أعمال العباد مخلوقة
لله تعالى ، ومن قال إنه يرى بالأبصار وغلا في التكفير حتى قال هم كافرون في قولهم
: لا إله إلا الله ، وقد سأله إبراهيم بن السندي مرة عن أهل الأرض جميعا فكفرهم ، فأقبل عليه إبراهيم وقال
: الجنة التي عرضها السموات والأرض لا يدخلها إلا أنت وثلاثة وافقوك؟ فخزي ولم يحر
جوابا.
وقد تلمذ له أيضا
الجعفران ، وأبو زفر ، ومحمد بن سويد ، وصحب أبو جعفر محمد بن عبد
الله الإسكافي ، وعيسى بن الهيثم ، وجعفر بن حرب الأشج ، وحكى الكعبي عن الجعفرين
أنهما قالا : إن الله تعالى خلق القرآن في اللوح المحفوظ ، ولا يجوز أن ينقل إذ
يستحيل أن يكون الشيء الواحد في مكانين في حالة واحدة ، وما نقرأه فهو حكاية عن المكتوب
الأول في اللوح المحفوظ ، وذلك فعلنا وخلقنا.
__________________