المذكورة في القرآن. وليست هي الصابئة الموجودة بحران (١) ، وواسط (٢).
وتولى يزيد من شهد لمحمد المصطفى عليه الصلاة والسلام من أهل الكتاب بالنبوة وإن لم يدخل في دينه وقال إن أصحاب الحدود من موافقيه وغيرهم كفار مشركون. وكل ذنب صغير أو كبير ، فهو شرك.
٨ ـ الصّفريّة (٣) الزّياديّة
أصحاب زياد بن الأصفر. خالفوا الأزارقة ، والنجدات ، والإباضية في أمور منها : إنهم لم يكفروا القعدة عن القتال ، إذا كانوا موافقين في الدين والاعتقاد. ولم يسقطوا الرجم ، ولم يحكموا بقتل أطفال المشركين وتكفيرهم وتخليدهم في النار. وقالوا : التقية جائزة في القول دون العمل. وقالوا : ما كان من الأعمال عليه حدّ واقع فلا يتعدى بأهله الاسم الذي لزمه به الحد كالزنا ، والسرقة ، والقذف. فيسمى زانيا ، سارقا ، قاذفا ، لا كافرا مشركا.
وما كان من الكبائر مما ليس فيه حد لعظم قدره مثل ترك الصلاة ، والفرار من الزحف ، فإنه يكفر بذلك. ونقل عن الضحاك (٤) منهم أنه جوز تزويج المسلمات من كفار قومهم في دار التقية دون دار العلانية. ورأى زياد بن الأصفر جميع الصدقات سهما واحدا في حال التقية. ويحكى عنه أنه قال : نحن مؤمنون عند أنفسنا ، ولا ندري لعلنا خرجنا من الإيمان عند الله. وقال : الشرك شركان : شرك هو طاعة الشيطان ، وشرك هو عبادة الأوثان. والكفر كفران : كفر بإنكار النعمة ، وكفر
__________________
(١) حران : اسم مدينة مشهورة على طريق الموصل والشام ، كانت منازل الصابئة وهم الحرّانيون. (معجم البلدان ٢ : ٢٣٥).
(٢) واسط : اسم قرية بنواحي الموصل بين مرقة وعين الرصد وهي غير واسط الحجاج. (معجم البلدان ٥ : ٣٤٧).
(٣) راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص ٩٠ والتبصير ص ٣١ ومقالات الإسلاميين). والصفرية هم قوم من الحرورية.
(٤) هو الضحاك بن قيس الخارجي الشيباني.