جبرا وتعجيزا ، حتى لو خلاهم لكانوا قادرين على أن يأتوا بسورة من مثله بلاغة وفصاحة ونظما (١).
العاشرة : قوله في الإجماع إنه ليس بحجة في الشرع ، وكذلك القياس في الأحكام الشرعية لا يجوز أن يكون حجة ، وإنما الحجة في قول الإمام المعصوم.
الحادية عشرة : ميله إلى الرفض ، ووقيعته في كبار الصحابة. قال : أولا : لا إمامة إلا بالنص والتعيين ظاهرا مكشوفا. وقد نص النبي صلىاللهعليهوسلم على عليّ رضي الله عنه في مواضع ، وأظهره إظهارا لم يشتبه على الجماعة. إلا أن عمر كتم ذلك ، وهو الذي تولى بيعة أبي بكر يوم السقيفة ، ونسبه إلى الشك يوم الحديبية في سؤاله الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال: ألسنا على الحق؟ أليسوا على الباطل؟ قال : نعم. قال عمر : فلم نعطي الدنية في ديننا؟ قال هذا شك وتردد في الدين ، ووجدان حرج في النفس مما قضى وحكم وزاد في الفرية فقال : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح : احرقوا دارها بمن فيها ، وما كان في الدار غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين. وقال: تغريبه نصر بن الحجاج من المدينة إلى البصرة ، وإبداعه التراويح ، ونهيه عن متعة الحج ، ومصادرته العمال ، كل ذلك أحداث.
ثم وقع في أمير المؤمنين عثمان وذكر أحداثه من رده الحكم بن أمية إلى المدينة وهو طريد رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ونفيه أبا ذرّ إلى الربذة ، وهو صديق رسول الله. وتقليده الوليد بن عقبة الكوفة وهو من أفسد الناس ، ومعاوية الشام ، وعبد الله بن عامر البصرة. وتزويجه مروان بن الحكم ابنته ، وهم أفسدوا عليه أمره. وضربه عبد الله بن مسعود على إحضار المصحف ، وعلى القول الذي شاقه به كل ذلك أحداثه.
__________________
(١) هذا عناد منه لقوله تعالى : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) ، وما عرضه إلّا إنكار نبوة النبي محمد صلىاللهعليهوسلم الذي تحدى العرب بأن يعارضوه بمثله.