وحكما بالهوى في
مقابلة النص ، واستكبارا على الأمر بقياس العقل؟ حتى قال عليه الصلاة والسلام : «سيخرج
من ضئضئ هذا الرّجل قوم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة ...» الخبر بتمامه.
واعتبر حال طائفة
أخرى من المنافقين يوم أحد ، إذ قالوا : (هَلْ لَنا مِنَ
الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) ، وقولهم : (لَوْ كانَ لَنا مِنَ
الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا) ، وقولهم : (لَوْ كانُوا عِنْدَنا
ما ماتُوا وَما قُتِلُوا) ، فهل ذلك إلّا تصريح بالقدر؟ وقول طائفة من المشركين : (لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ
دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) ، وقول طائفة : (أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ
يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) ، فهل هذا إلّا تصريح بالجبر؟
واعتبر حال طائفة
أخرى حيث جادلوا في ذات الله ، تفكرا في جلاله ، وتصرفا في أفعاله حتى منعهم
وخوّفهم بقوله تعالى : (وَيُرْسِلُ
الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ
شَدِيدُ الْمِحالِ) ، فهذا ما كان في زمانه عليه الصلاة والسلام وهو على شوكته
وقوته وصحّة بدنه ، والمنافقون يخادعون فيظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، وإنما
يظهر نفاقهم بالاعتراض في كل وقت على حركاته وسكناته ، فصارت الاعتراضات كالبذور ،
وظهرت منها الشبهات كالزروع.
وأمّا الاختلافات
الواقعة في حال مرضه عليه الصلاة والسلام وبعد وفاته بين
__________________